موقع إدراك كما جاء في صفحة "عن إدراك" أو "من نحن" التابعة للموقع الرسمي، هي منصة إلكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر، أو ما يدعى بالمووك. المشروع عبارة عن مبادرة من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية الأردنية، في مسعى يعد الأول من نوعه في عالمنا العربي، للسماح لكل متحدث أو مستخدم للغة العربية، في الدراسة عن بعد في شتى المجالات.
الموقع كما جاء في مقال منشور في المدونة التابعة لموقع edx، شراكة مع المؤسسة، لترقية التعليم عن بعد في العالم العربي. الموقع أيضا يرتكز على المحرك مفتوح المصدر edxcode أو كما يسمى الآن openEDX.
عندما سمعت بالموقع لأول مرة غمرتني فرحة عارمة، لأن هناك من يهتم لأمر التعليم باللغة العربية وفي نفس الوقت، يبحث في آخر ما اكتشف أو استعمل في تطوير التعليم وزيادة مردوده. جميلة جدا هذه الخطوة، تعليم باللغة العربية في شتى الميادين والمجالات، باب مفتوح أمام كل الجامعات العربية (ليس الجامعة العربية) لإنشاء دروس أو مساقات لكل فرد في العالم العربي لتنمية التعليم وترقيته.
لماذا؟
هناك شيء غير معقول في هذه المنصة. لا أدري هل غاب عن أعين القائمين عليها، أم أنها البداية فقط؟ القادم من منصة edx، أو أي مستخدم كان شاهدا على بداية هذه المنصة (أعني أدكس وليس إدراك)، يكون قد لاحظ، بأن درس أو مساق الدارات الكهربائية أو الإلكترونك كان من أوائل المساقات في المنصة، كما هو الحال بالنسبة لإدراك. ولكن الشيء الغريب أن يتم بث الدرس نفسه باللغة نفسها في المنصتين مع زيادة الترجمة باللغة العربية وتدخلات أستاذ عربي بين الفينة والأخرى (لم أكمل الدرس على كل حال).
الشيء نفسه يقال حول درس الإعلام الآلي والبرمجة وكلا المساقين من جامعة آم أي تى. لكن العيب ليس هنا فشيء جميل تعريب دروس بهذه الجودة، فالحقيقة تقال، لم أري درسا مثل درس ذلك الهندي في الدارات، فدرسه شيق وجميل جدا. ولكن عندما تسجل في المساق، تصادفك مقدمة عن كيفية استخدام المنصة، أيضا مترجمة. لا أعلم؟ هل يجهل القائمون على المنصة أنه يمكن لمستخدم edx الحصول على ترجمة باللغة العربية. أو أن شروط وضع الدرس تحتم عليهم عدم التغيير فيه ونقله كما هو. وفي كلا الحالتين، يجب عليهم أن يبدلوا على الأقل هذه المقدمة لأنها عبارة عن مقدمة خاصة بموقع edx وليس إدراك.
شيء آخر
أظن أن العرب يفكرون دائما في المال والتجارة. طبيعة لن تنزعها أو يبدها أحد على ما أظن. كل المساقات المتوفرة تتحدث عن موضوع متقارب، "السيرة الذاتية الناجحة"، "استراتيجيات فعالة للبحث عن وظيفة"، "كيف تسوق نفسك في سوق العمل" ومواضيع أخرى من إنشاء موقع كوم؟ تذكرني بقول أخي ذات مرة، وجدته يقرأ في كتاب عن المنافسة بين شركتي بوينغ وإيرباص. الكتباب كما أخبرني نتيجة لدعم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمترجمين العرب. وكان تعقيبه بعدها "كل العرب المترجمين، يقومون بترجمة فئة أو فئتين من الكتب، كتب التجارة والإقتصاد وكتب الروايات" أما الكتب التقنية والعلوم الدقيقة فلا.
أذكر البدايات الأولى لموقع edx بأن جميع المساقات المتوفرة آن ذاك كانت تقنية من علوم الحاسوب، إلكترونيك، كيمياء وطب. وتلتها أيضا دروس في نفس المجالات. ثم وبتطور المنصة، ودخول جامعات من مختلف العالم، ظهرت مساقات حول العلوم الإنسانية فالحقوق، فالسياسة، ثم الموسيقى وغيرها.
المستقبل...
نتمى لمنصة إدراك الرقي والإزدهار في المستقبل القريب إن شاء الله، وذلك لن يكون إلا بمشاركة مختلف الجامعات العربية في تنمية المحتوى كل على حسب قدرته.
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك